~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ الجزيرة ...عندما يكون الأكشن بمواصفات مصرية ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~

كان دائما مقياس جودة أى فيلم عندى هو مدى احتلاله لعقلى لفترة بعدما أفرغ من مشاهدته ولكن للأسف الشديد لم يحدث لى هذا إلا مع قلة قليلة من الأفلام العربية وبالطبع المئات من الأفلام الأجنبية .

الجزيزة كان واحداً من تلك الأفلام التى احتلت عقلى وبجدارة شديدة.

سنة الإنتاج : 2007 م .

نوع الفيلم : حركة , إثارة , جريمة , قصة حقيقية .

التصنيف الرقابى : رقابة أسرية .

القصة والسيناريو والحوار : محمد دياب .

إخراج : شريف عرفة .

نبذة عن الفيلم : الفيلم يروى قصة سقوط إمبراطور المخدرات فى الصعيد الذى يدعى منصور حفنى وكيف وصل هذا الشخص لما هو فيه من سلطة ونفوذ وقوة .

°¨¨™¤¦ القصة ¦¤™¨¨° :

يدور الفيلم فى فلك الصعيد وتقاليدها العريقة والصعبة وقوانينها الخاصة والخاصة جداً ..... حيث يروى كيف وصلت عائلة الحفنى لتلك المكانة العالية والسلطة المطلقة داخل الصعيد عبر عرض مشاه متتابعة بتوقيت مناسب وجيد إلى أقصى درجة ولأبعد الحدود ,,, المشهد الذى أعجبنى للغاية مشهد النجم محمود يس (على الحفنى ) فى شبابه كم كان بالفعل ظاهراً على أنه شاب فى أقصى درجات الفتوة وياللغرابة وياللعجب بعدها يظهر بسنه الحقيقى وتقتنع انت أيضاً بهذا ,, ثم تسير الأحداث بطريقة تذكرك إلى حد كبير بتيمة عتريس وفؤادة فى فيلم شىء من الخوف العائلة الكبيرة والعائلة الأقل شأناً والابن الذى يحب أباه أن يورثه القوة والحكم من بعده وقصة الحب التى تنشأ بين اثنين على ضفاف النيل بطريقة غاية فى الحفاظ على حدود الجسد وغاية فى الجمال ومناسبة لقصة الحب المصرية ولكنها أيضاً غير مناسبة للتقاليد الصعيدية ,, ولكن لا تجعل هذا يخدعك فما الفيلم بتكرار للقديم أو نسخة منه فالأحداث تتابع بطريقة أخرى ليخرج الكبير والملك المتوج المهزوم بعد قتل عائلته (وهنا نرى أيضاً انتهاك شديد للتقاليد الصعيدية التى تحث على احترام المرأة وعدم مسها بأى سوء ) فى حادث وفاة أبيه خارج حدود البلاد - الذى أبى إلا أن يورثه الحكم واعتباره أن العلم هو الطريق الأكبر والأوحد للقوة المطلقة فى العصر الحديث وعدم رضاه ان يولى أخيه الأصغر الحكم باعتباره أمى لايقرأ ولا يكتب وهى رؤية نابعة عن خبرة كبيرة - يكون منصور مستعداً للإتحاد مع الشيطان نفسه لإستعادة ملكه القديم بعدما جعل ابنه يمكث عند حبيبته التى تشرف على رعايته فى وسط قبضة أعدائه .

يعود الملك المهزوم ليسترد عرشه من جديد وليتحالف مع الحكومة التى يمثلها العميد رشدى ( خالد الصاوى ) من أجل استمراريته وبقاءه فى الحكم لأطول مدة ممكنة , وليسير فى طرق بناء الإمبراطورية التى يحكمها قانونه الخاص ويكون قائد لرجاله ولأهله بأقصى درجات الترغيب والأعطيات الممكنة مع بعض الترهيب وفرض الحصار الإقتصادى على أعداءه التى من بينهم حبيبته كريمة (هند صبرى) وتظهر عبقريته المطلقة فى القيادة لدولته الصغيرة وكشف جميع من يحاولون خيانته وكشف محاولات التجسس عليه وظهور فائدة العلم الكبيرة فى قيادته لبلدته الصغيرة صاحبة امبراطورية المخدرات والأفيون ,, ولكن كما كان العلم هو وسيلته لفهم الحياة والقيادة بحكمة ربما يكون هو الوسيلة أيضا ليجعله صاحب تطلعات واسعة و امانى مرعبة تتجاوز حدوده الفعلية بمراحل تكون بداية نهايته .

ليكون بالفعل منصور حفنى دولة أخرى داخل دولة وتستفحل قواه حتى تصبح مخيفة لحلفائه وتبدأ هنا بداية تخلى الحلفاء وانقلاب الأحداث

~®§§][][ التعليق][][§§®~

¨°o.O (التمثيل) O.o°¨ :

أحمد السقا : قد نجح أحمد السقا منذ أمد بعيد ان ينصب نفسه نجم الشباب الأول بلا أى منازع والشباب اعتبروا ما أتى وراءه من أفلام أكشن وخلافه من نجوم جيله مجرد تقليد له ولكن فى هذا الفيلم استطاع أحمد السقا أن يكشف عن موهبته التمثيلية الكبيرة والعالية للغاية وقدرته على تقمص الأدوار المختلفة بسهولة وبحرفية للغاية وبالفعل ظهرت موهبته التمثيلة العالية كما أن أداءه لبعض مشاهد الحركة من جرى وقفز وخلافه لم يكن مبالغاً فيه إطلاقاً كما أن تركيبه الجسمانى ولياقته البدنية العالية قد ساعداه على إقناع المشاهد بمشاهد الحركة كما أن لهجته الصعيدية كانت متقنة إلى حد كبير وإذا تغاضينا عن بعض الأخطاء مثل ظهوره بعد وقبل عشر سنوات وكأن الزمن لم يبد أى تأثيراً عليه ولكن الأخطاء تذوب فى بحر مفاجأة أداء أحمد السقا الذى كان متألقاً فى هذا الفيلم أكثر من المعتاد وأعتقد ان أحمد السقا يعيد اكتشاف نفسه من جديد . تقييم الأداء 8 /10 .

محمود يس : ما أروع هذا النجم فى دوره الصغير المؤثر إلى نهاية أحداث الفيلم قد اتقن الدور وباقتدار شديد تمثيل نابع من القلب بدون أى افتعال يبدو أن محمود يس قد وجد نفسه فى الشخصية الصعيدية بالفعل تعبيرات الوجه معبرة لتظهر ما يريد ان يقوله حتى أنك تكاد تقول له لا نريد سماع كلمات منك لقد فهمنا ما تريده كما أن المذهل فى هذا الفيلم ظهوره فى مشهد الفلاش باك وهو شاب وكانه بالفعل فى ريعان شبابه حتى أنك لتكاد تشك فى ماذا حدث أهو بالفعل أم اننا أخيراً قد استطعنا أن نتقن فن الماكياج . تقييم اداء 8 /10 .

هند صبرى : الملامح كانت جيدة وصعيدية للغاية والأداء كانت تحاول أن تصل به لأقصى درجات الحرفية والإتقان ولكن ليس فى الإمكان أبدع مما كان قد إجتهدت هند إلى أقصى حد فى محاولة أداء الدور وقد جاء جيداً إلى حد كبير ولكن للأسف الشديد هناك بعض الأحطاء التى ربما ستلاحظ وربما لن تلاحظ اللهجة الصعيدية لم تكن جيدة عندها بتلك الدرجة وبصفة عامة فأدائها جيد . تقييم الأداء 6 / 10 .

زينة : فى الحقيقة أاداء زينة كان متوسط بدرجة كبيرة ولم أشعر ولو لحظة واحدة انها صعيدية فهى تكاد تتكلم اللهجة القاهرية ولكن ببضع رتوش بسيطة وإضافات لم تنجح فى إخفاءها ولكن صغر دورها على الرغم من أهميته الشديدة كان قد جعل من تلك النقطة ربما تنسى فى خضم أحداث الفيلم تجربة جديدة عليها ربما تكون جيدة لو تكررت وتعلمت هى من دورها فى الجزيرة . تقييم الأداء 5 /10 .

خالد الصاوى : دائماً خالد الصاوى بارع فى اداء ادواره سواء أكان الفيلم فاشلاً أم ناجحاً فى هذا الفيلم تألق خالد اكثر من المعتاد أيضاً يبدو انه وجد نفسه فى ادوار الشر وتشعر من الوهلة الأولى لنظراته بالفيلم انك امام ظباط شرطة حازم ولكنه يخفى شىء ماهو أنت لا تعرف ولكن هذا هو ما تقوله نظراته اداء جميل ومتوقع من نجم بمستواه تعبيرات وجه مناسبة وردود افعال مناسبة. تقييم الأداء 7.5 / 10 .

محمود عبد المغنى : فى دور الظابط الشريف طارق فى الحقيقة لم يكن أداءه جيداً على الإطلاق وربما كان أقل من المتوقع فى الحقيقة لو جئت تروى الفيلم لأحد من البداية للنهاية ستنسى وجوده إطلاقاً لم أشعر به ولا بأداءه التمثيلى ولم تكن تعبيراته مناسبه ولا ردود أفعاله كذلك مع المواقف المختلفة للأسف الشديد انتظرت أن أجد منه تحفة تمثيلية ولكنى لم أجد إلا الإحباط . تقييم الأداء 5 /10 .

باسم سمرة : قد ولد نجماً فى يعقوبيان وقد ثبت نجوميته فى الجزيرة أداءه صعيدى من الدرجة الأولى وتمثيل ممثل موهوب بالفعل تعبيراته مناسبة ولهجتيه الصعيية نابعة من قلب الصعيد بالفعل أنا لا أعلم الكثير عنه واتساءل أهو أصله صعيدى بالفعل ؟؟؟
ولو كان صعيديا أو لم يكن فهو نجم بالفعل ومن أصحاب المواهب التمثيلية الشديدة والقوية للغاية . تقييم اداء 7/10 .

عبد الرحمن أبو زهرة : صغر دوره لم يسمح بظهور قدراته التمثيلة ولكنه قد ادى دوره على أكمل وجه ممكن . تقييم أداء 6 / 10 .

¨°o.O (الموسيقى التصويرية) O.o°¨

عمر خيرت عندما تسمع موسيقاه هى مصر بالفعل الموسيقى الجميلة للعبقرى المصرى عمر خيرت قد جعلت المشاهد فى حالة من الشعور بالجو الصعيدى الخالص بدون أى رتوش خارجية أعتقد أن موسيقاه لو وضعت فى فيلم مهما كان ستكون إضافة عبقرية للفيلم .

¨°o.O (الكاميرا) O.o°¨

تحريك الكاميرا وزواياها كانت فى أقصى درجات الحرفية والإقتدار مازال مشهد الركض لأحمد السقا فى البداية عالقاً بذهنى من جمال تصوير زاوية الكاميرا الخاصة بالفيلم .

¨°o.O (الموثرات الخاصة والإنفجارات ومشاهد الأكشن) O.o°¨

كانت متقنة لأبعد الحدود واهم ما فيها مصريتها الخالصة وتنفيذها العالى يجلعنا نقول لهواة التقليد الأعمى ها هو أكشن مصرى وإنفجارات وخدع جيدة للغاية تضاهى ما نراه فى المشاهد الهوليودية ولكن بدون تقليد وبدون اقتباس .

¨°o.O (القصة والسيناريو والحوار) O.o°¨

كانت القصة بما انها مقتبسة عن أحداث حقيقية متماسكة إلى درجة كبيرة والحوار بين الشخصيات كان جيداً ولم يكن هناك اى حورارت سطحية عديمة الجدوى والملامح أو التشدق بشعارات مضحكة وغريبة بل كان الحوار مقنعاً ومناسباً لجو الفيلم وهناك بعض الملامح الساخرة فى الحوار بين الشخصيات ربما تحمل أكثر من مجرد ضحكة بل تحمل معنى حقيقية ولكن هذا لا يمنع احتوائه عى بعض الثغرات فى نظم الحياة الصعيدية مثل تأخر سن زواج كريمة بعد سنوات وسنوات و قصة الحب واللقاءات برغم نزاهتها إلى أقصى الحدود كذلك النهاية لم تكن لترضى المشاهدين حيث أنها لم تفرغ شحنة المشاهدين الدرامية وبصفة عامة كان جيداً جداً ولكنه لم يكن ممتازاً .

=----> (الاخراج) <----=

الفيلم قد نجح وبمهارة شدية فى تطبيق المعادلة السهلة وليس الصعبة فى تطبيق الأكشن المصرى بدون أى رتوش خارجية وبدون تداخلات (أمريكانى) فى المشاهد القتالية وتخلص المخرج شريف عرفة وبجدارة من نوعيات المشاهد الأمريكية (البالطو الطويل و الحركة البطيئة التقليدية التى يجيد تقليدها الجميع ) التى كانت مؤثرة عليه فى فيلم مافيا كما قلب المخرج الطاولة على الحكومة ولكن بطريقة غير شديدة ولا هجومية عنيفة جداً بل بطريقة مفهومة من أحداث وسياق الفيلم وفى حكم دائرة الصراع التى تدور فى فلكه أحداث الفيلم مما يجعله فيلماً يحمل فى طياته الكثير من النقد اللاذع لأخطاء الوضع الراهن الذى نعيش فيه ولكن بلا أى إسراف أو تقتير ولكن يعاب على المخرج ضعف المشاهد النهائية بالفيلم .

(*_*) التعليق الشخصى (*_*)

فيلم الجزيرة بالنسبة لى أعتبره بداية صحوة لسينما الأكشن المصرية وبداية حقيقية لجميع المشاركين فيه سواء ممن أبدع أو لم يبدع فى الدور فمن المؤكد أنه سوف يؤثر على مسيرة حياتهم الفنية ويجعلهم أكثر حرصاً فى الإختيار حتى لا يصنعوا أفلام ليست بالمستوى المطلوب ( او هذا ما أتمناه) وأعتقد انه الفيلم الأكشن المصرى الخالص فى الأونة الأخيرة بعدما تفرغنا لتقليد هوليود فى شتى الأفلام ولن يندم أى من مشاهديه إطلاقاً على وقت الفيلم او التذكرة لأن الفيلم يقدم لك وجبة حقيقية مشبعة للغاية تجعلك تتمسك -وربما بعدما قررت أن تهجر السينما المصرية- بالسينما المصرية ثانية وتأمل من المشاركين ومن السينما المزيد والمزيد ربما نفخر فى يوم من الأيام بالسينما المصرية النابعة من قلب مصريتنا الخالصة ونزهو بها فى انحاء العالم .